top of page
ذاكرة النيل
Khalid Alarabi
تجمعُنا الهويّة السودانيّة بكلّ تبايناتها، ويربطنا النيل.
لطالما كُنت أشعر بارتباطٍ وجدانيٍّ عميقٍ بالنيل، إذ أقطعه يوميًّا في رحلتي من الخرطوم بحري إلى الخرطوم، وإلى أمدرمان، حتى أن الأغنيات التي تذكر النيل كانت ولا زالت الأقرب إلى قلبي.
مُنذ عهد الصبا وأنا لا زلت في مقاعد الدراسة، كُنت أحرصُ على أن أنتقي مقعدًا مُطلاً على النيل، إذ تسري فيّ سكينة لا أستطيعُ وصفها حين أشاهد جريانه الذي لا يتوقّف.
كان وداعُ النيل بالنسبة لي هو وداعُ السودان، نقطةٌ منها أدركت أنني أقفز إلى المجهول، أن الأرض التي أعرفها قد سُلبت من تحتي كليًّا كما يُسحب البِساط، أنّ كلّ طريق منذ هذه اللحظة لن يقودني إلى أيّ مكان، وأن كلّ بلادٍ ستطؤها قدمايَ لن تكون سوى منفى.
bottom of page