top of page

أنبقى في سهاد؟

Alaa

نعست أجفاني فأغمضتها بعد أن ألقيت بجسدي على مرتبة لا يفصل شيء بينها وبين السيراميك -الذي تزداد برودته ورطوبته مع مرور الوقت بسبب مكيف المياه الذي لم يلبث القليل مذ شغلته-، ذلك وأنّ هذه الأعين كان لابد لها أن تغفو؛ فقد كان اليوم حافلاً بمن فيه من أهل قلقين، وأصدقاء ومعارف مقلوقٍ عليهم، كما كان الليل جافلاً لما فيه من اضطراب وخوف من أن يكون هو الليل المنشود الذي ستبدأ فيه أحداث لن تُنسى.
أغلقت هاتين الناعستين، وأردت أن أنعم بالقليل من الراحة لاستطيع أن أكون بكامل وعيي عندما أسمع خبر انتصار القوات المسلحة السودانية على قوات الدعم السريع، انتظرت وقع هذه الجملة على أذني بفارغ الصبر ولكنني لم أستطع سماعها أبداً فلم أهنأ بنومي وقتها؛ لأنه حينها اهتزت تلك الأرض الباردة إثر طائرة حربية يفصلني عنها سقف الغرفة التي اتربع فيها!
وبعدها وبعد قليل، أتى أمر من والدي العزيز بالجهوز لأننا مغادرون بعد ساعات وقد كان!
بكيت وقتها بكاءاً حاداً لم أستطع تحديد سببه، إن كان بسبب وجهتنا أم ما يحدث أم مفارقة المنزل أم أنه النوم العميق الذي لم استطلع الاستيقاظ منه وبدأ يتحول حلمي إلى كابوس، لا أعلم، ولكن ما هو مؤكد، هو أنني أشعر بحرقة كبيرة تسري من خلالي أوصلتني حد الارتجاف.
ولكن حينما يضرب الواقع يجعل من المرء مسلّماً لما بين يديه وما خلفه، فقد سلّمت، وعندها خرجت من المنزل الذي شبيت بين جدرانه وترعرعت بين جيرانه وسقطت مع سقوط أوراق أشجاره ونموت كنمو فروعها فانغرستْ جذوري فيه وصارت جزءاً منه، خرجتُ منه على أمل أن أعود إليه بعد ٣ أيام، فقد كان الخروج ولكن العودة لم تكن.
أكتب اليوم بعد مرور عشرة أشهر على ذلك، وبعد إذنه تعالى ها أنا اليوم أحمده على دوام صحتي وصحة من حولي وعافيتهم، خرجنا من ذلك الكابوس، ولكن الذي تبقى هو الخوف من ارتخاء هذه الجفون مجددا!!
أينبغي علينا إغماضها ووضع أمل جديد؟ أم نبقى كما نحن، نبقى في سهاد حتى نعود لما قبل هذا المنام؟

الصورة: آخر صورة صورتها ونحن طالعين والعربية بدت تتحرك اولريدي :(

bottom of page