

Digital Interactive cultural Hub
عرض تعبيرات المجتمع وتوثيق تحولات الذاكرة الجماعية في السودان
حول تعبيرات صمود السودان (SRE)
لقرون، عانى السودان من تمزقٍ ثقافيٍّ وتهميشٍ وغيابٍ شموليٍّ منهجيٍّ، وقد أنتج هذا الانقسام واقعًا وذاكرةً، حيث لا تزال المجتمعات مجزأةً على أسسٍ عرقيةٍ وإقليميةٍ وأيديولوجية. وقد تأثرت التعقيدات الاجتماعية في السودان، التي ساهمت في دوراتٍ متكررةٍ من الحروب والصراعات، بتمزق النسيج الاجتماعي، وضعف ممارسات التنوع، المتجذرة في غياب التمثيل والاعتراف بالآخر وقبول ثقافته.
في منتصف أبريل 2023، اندلعت حربٌ مدمرةٌ أخرى في السودان، مخلفةً وراءها خسائرَ فادحةً في الأرواح، ونزوحًا جماعيًا، وانهيارًا للمؤسسات والمساحات الثقافية التي كانت تُتيح للأفراد والمجتمعات الالتقاء، وصدمةً للفاعلين الثقافيين/المجتمعيين والفنانين، متمثلةً في نزوحهم وفقدان مواردهم وأعمالهم الفنية. لقد عطّلت الحرب الحياة اليومية، ومزقت النسيج الاجتماعي، وأوقفت التفاعل الثقافي، مما يُمثل ضربةً قاصمةً لجوهر الهوية الوطنية، والسلام المجتمعي، والذاكرة الجماعية للشعب السوداني.
تعبيرات صمود السودان (SRE) هو مشروعٌ جاء استجابةً لهذه التحديات المُلحة، وللحاجة إلى رصد سرديات السودان. SRE هي منصةٌ مفتوحةٌ لعرض التعبيرات الفردية والمجتمعية، ورصد تحولات الذاكرة الجماعية، والحفاظ على تدفق التفاعلات الثقافية والفنية المتاحة خلال فترات الحرب في السودان. كما تجمع وتُنسّق وتُشارك الأبحاث والمقالات والتقارير حول الديناميكيات الثقافية والاجتماعية والإنسانية في السودان، مُوفرةً بذلك مساحةً تفاعليةً يُتيح فيها للسودانيين عرض تجاربهم والتأمل فيها والتواصل معها والتعبير عن تجاربهم في هذه الأوقات العصيبة - بكلماتهم وأعمالهم الفنية ومشاعرهم وأشكالهم. يهدف المشروع إلى بناء السلام المجتمعي وتعزيز روح الوحدة.
ما نقوم به
يوفر المشروع منصاتٍ للحوار والتفاعل المجتمعي، ومساحةً تفاعليةً لعرض ما يُشكل الذاكرة الجماعية للسودانيين. نوفر مساحات رقمية ومادية تتيح للسودانيين من مختلف الخلفيات:
مشاركة قصصهم، وأعمالهم الفنية، ورؤاهم، ومعاناتهم، وآمالهم
توثيق كيفية تعامل مجتمعاتهم مع الحرب والنزوح
التعبير عن التضامن الاجتماعي، والمرونة، وسبل التكيف
البحث عن المقالات، والأوراق البحثية، والتقارير الإنسانية، وجهود السلام، ومشاركتها
المشاركة في حوارات حول السلام، والوحدة، والهوية، والانتماء
حفظ هذا الإنتاج وأرشفته للمساعدة في بناء هوية وطنية ديناميكية، وإظهار جميع أشكال المرونة، والصمود، والتعاون الثقافي للسودانيين لضمان بقاء هذا التراث الذي تجسد في اللحظات الصعبة متاحًا وحيًا للأجيال القادمة.
تركز منصات SRE على التعبيرات المجتمعية، والإنتاج الثقافي والفني، ولكنها تُلقي الضوء على السرد السوداني الأوسع، بما في ذلك الوضع الإنساني، وحالة حقوق الإنسان، وتقدم السلام، والتفاعلات الاجتماعية والسياسية، مُلقيةً الضوء على كيفية تعامل المجتمعات السودانية مع الصراع والتحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية المصاحبة له.
كيف يتفاعل المشروع مع السياق السياسي والاجتماعي والثقافي العام في السودان؟
كيف يتفاعل المشروع مع السياق السياسي والاجتماعي والثقافي العام في السودان؟
يتفاعل المشروع بشكل وثيق مع السياق العام في السودان، وتسعى إلى تقديم حلول واضحة للتحديات التي تواجه البلاد. وفي ظل الحرب المستمرة، يعد دعم التعبيرات المجتمعية والفن والثقافة وسيلة فعالة لمعالجة جذور المشكلة السودانية بأصولها الاجتماعية والثقافية. ويوفر أدوات تحليل المجتمع السوداني، والمساهمة في بناء هويته الوطنية الشاملة، وتعزيز مفاهيم الوحدة والصمود والمقاومة المجتمعية.
توثيق وحفظ الإنتاج الثقافي والفني يساهم في الحفاظ على الذاكرة الجماعية السودانية والحفاظ على التراث الثقافي في مواجهة التحديات.
يدعم المشروع الفنانين والفاعلين الثقافيين والمؤسسات الثقافية، ويمكنهم من مواصلة إنتاجهم وحركتهم، ويمكننا من الحفاظ على هذه الشريحة المهمة من المجتمع في ظل الأوقات الصعبة.
إن التفاعل المستمر مع المجتمع عبر بوابة الثقافة والفنون يمكن الباحثين من دراسة طبيعة تكوينات المجتمع السوداني وديناميكيته، ويساهم بلا شك في حل تعقيدات الأزمة السودانية.
ويعتبر المشروع منصة للحوار والتفاعل بين المبدعين والمجتمع مما يساهم في تحقيق التواصل الثقافي وتعزيز الروابط المجتمعية


من هم المشاركون في هذا المشروع، ولمن يتوجه؟
من هم المشاركون في هذا المشروع، وإلى من يتوجه؟
رقمياً: المشروع مفتوح لجميع المواطنين السودانيين والفنانين والفاعلين الثقافيين والكتاب والصحفيين والمبادرات الثقافية، وخاصة تلك التي تعمل على تعزيز مفهوم الصمود الثقافي ووحدة المجتمع ودعمه. كما يخاطب المشروع الجمهور السوداني المهتم بالثقافة والفن ويرغب في المشاركة والتفاعل مع الفعاليات الثقافية والمعارض الفنية التي ينظمها المشروع.
على الأرض: يستهدف المشروع المجتمعات النازحة والمضيفة في السرد الجغرافي الجديد في السودان (المدن الأكثر أماناً التي شهدت أكبر معدلات النزوح) وذلك لضرورة تسهيل عملية التكامل الثقافي وتقليل الاختلافات الثقافية.
كما يستهدف المشروع علماء الأنثروبولوجيا والباحثين والمنظرين والمؤرخين المهتمين بالثقافة السودانية وتحليل جذور الصراع والأزمة الاجتماعية في السودان.
كيف يتعامل المشروع مع مفاهيم المشاع والحقوق الثقافية والتمثيل والملكية الجماعية؟
كيف يتعامل المشروع مع مفهوم المشاعات والملكية الجماعية؟؟
يقترب المشروع من مفهوم المشاعات من خلال تشجيع التعاون والتفاعل المتبادل بين الفنانين
والمبادرات الثقافية والمجتمع. وتهدف إلى توفير منصات للتعبير الحر والآمن عن الثقافة والهوية، معتبرة التعاون مع المجتمع جزءاً أساسياً من استراتيجيتها.
تتماشى مشاركة وتعزيز الحق في ممارسة الثقافة والفنون والوصول إليها مع مفهوم المشاعات التي تمثل القيمة الأساسية التي تحملها SRE. فهو يعزز الشعور بالملكية الجماعية، والذي بدوره يدعم قيم الوحدة والقبول، والتي نعتبرها أساسية لحل المعضلة السودانية. لا يمكن فصل SRE عن مفهوم المشاعات، الذي يقع في قلب الحل.
ويتبنى المشروع نهج "من السودانيين للسودانيين"، معتبرا أن عملية الإنتاج الثقافي نابعة من تجارب الجمهور، وأن عملية التثاقف برمتها، من الإنتاج إلى الإدارة والاستهلاك، هي في متناول الجميع، لصالح الجميع. .




.webp)
