
في أفق السودان الرحب، حيث تتعانق الثقافات وتتجاور الفنون في لوحة إنسانية غنية الألوان، وُلدت فرقة موسيقية استثنائية تحمل في ملامحها مزيجًا من العراقة والتجديد. جاءت بقيادة عربية سودانية متوشحة بروحٍ إفريقية أصيلة، وضمت أصواتًا تنتمي لربوع السودان كافة، ومن مختلف الفئات العمرية، كأنها أرادت أن تختصر الوطن في هيئة أوركسترا نابضة بالحياة. كانت تلك هي البدايات الأولى لــ بيت العود السودان. غير أنّها لم يكن مجرد فرقة فنية تُعزف فيها الألحان وتُردّد فيها الأنغام، بل كانت أوركسترا متكاملة تنسجم أفرادها في لحن واحد، كأنهم خيوط في نسيجٍ موسيقيٍّ متين
ومع أنّ الحرب التي اندلعت في عام 2023 أوقفت أنغام بيت العود، إلّا أنّ جذوة الإبداع لم تنطفئ. ظلّ المؤسسون يصرّون على إعادة جمع الأعضاء، مدفوعين باليقين بأن الموسيقى أقوى من الانقسام، وأبقى من الحرب. ومن تلك الإرادة وُلِد اسم جديد، اسمٌ يحمل في داخله المعنى والرسالة: الملتقى.
لم يأتِ اختيار الاسم مصادفة، فالملتقى هو الحلم بأن يكون هناك مكان يضمّ كل من يحب الموسيقى. هو نقطة لقاءٍ للآلات السودانية والأفريقية والعربية، حيث تنصهر الفوارق وتذوب الحدود، ليُخلق لون موسيقي جديد، ممهور بروح السودان وامتداده الإنساني.
الملتقى ليس مجرد فرقة موسيقية؛ بل هو دعوة إلى الاجتماع من جديد بعد التشتت، وإلى أن يكون الفن بيتًا بديلًا حين يضيق الوطن. هو مشروع يعلن أنّ السودان، رغم
جراحه، لا يزال قادرًا على أن يغني، وأن يجمع أبناءه في لحن واحد.
يمكنكم الاستماع إلى الألبوم كاملًا، ومشاهدة الفيلم الوثائقي على قناة الملتقى على اليوتيوب
وللمزيد من المعلومات حول مشروع الملتقى وأنشطته، يمكنكم زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي
